يشكل العقم الذكري نحو 30% من أسباب العقم، ولدى 20% من الحالات تكون المشكلة مزدوجة. لذلك، عندما يستصعب زوجان الحمل، يُنصح بأن يتوّجه الزوجان لاجراء تقييم طبي واستيضاح بأسرع وقت ممكن. الفحص الاستيضاحي المِذكاري للرجل يشمل الماضي الطبي وأسلوب حياة الرجل، فحص جسدي يركز على الأعضاء التناسلية وفحوصات مخبرية تتم بحسب النتائج.
فحص المِنى (الحيوانات المنوية)
فحص دقيق للسائل المنوي هو فحص مهم جدًا لا بد من إجرائه بهدف بدء التشخيص لدى زوجين يعانيين من مشاكل خصوبة. نفحص ثلاثة عوامل لدى تقييم الحيوانات المنوية:
1. تعداد: عدد خلايا الحيوانات المنوية في النطاف
2. الحركية: قدرة ونسبة خلايا الحيوانات المنوية التي تتحرك إلى الأمام
3. مورفولوجيا (علم التشكّل): شكل رأس وذنب الحيوان المنوي
يجب جمع الحيوانات المنوية بعد 3-5 أيام من التقشف والتزهر والوصول الى المختبر في غضون 60 دقيقة من جمعها.
تحليل السائل المنوي (قيم سليمة)
حجم النطاف > 2.0 ميليلتر
تركيز الحيوانات المنوية > 15 مليون / ميليلتر
حركة < 40% حركة إلى الأمام
مورفولوجيا (علم التشكّل) > 4% من الخلايا المنوية ذات شكل طبيعي سليم (بحسب معايير كروجر)
الضرر الأكثر شيوعًا في جودة الخلايا المنوية هو ضرر مدمج ولذلك يكنى OTA (انخفاض بالتركيز = O، مورفولوجيا متدنية = T، حركة متدنية = A).
فحوصات خاصة للحيوانات المنوية
فحص بول للكشف عنى خلايا منوية في حالات يوجد فيها قذف دون وجود خلايا حيوانات منوية بالسائل، يمكن محاولة البحث عن وجود خلايا حيوانات منوية في البول. في معظم هذه الحالات هناك ماضي طبي يدعم الضرر العصبي أو الميكانيكي في القنوات الناقلة للحيوانات المنوية.
مستنبت السائل المنوي. يمكن تشخيص داء السيلان وداء المندثرات بواسطة فحص مستنبت السائل الذي يأخذ عبر تنشيف من السائل المنوي أو طرف القضيب (العضو الذكري). إلتهاب شائع آخر، يتسبب في أحيان بشكل غير اعتيادي وغريب للحيوانات المنوية هو عدوى الميورة الحالة لليوريا.
فحص المضادات في السائل المنوي. يُنتج جهاز المناعة في الجسد هذه المضادات وعادة ما تكون شائعة لدى رجال أجروا استئصال لقناة الأسهر أو عمية جراحية في الأعضاء الجنسية. ترتبط هذه المضادات برأس الحيوان المنوي أو ذيله وتعيق الإخصاب.
فحوصات هورمونية. نفحص مستوى الهورمون المنشط للجسم الأصفر LH، الهورمون المنشط للحوصلة FSH، وتستوستيرون. تشير مستويات مرتفعة من الهورمون المنشط للحوصلة FSH، والهورمون المنشط للجسم الأصفر LH، إلى مشكلة في القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية في الخصية (قصور الغدد التناسلية testicular failure). أسباب أخرى هي فرط البرولاكتين ومشاكل في الغدة الدرقية.
فحوصات وراثية كريوتيب و DAZ (في كروموزوم Y يوجد مقطع جديلة محدد مسؤول عن انتاج خلايا الحيوانات المنوية الناقصة).
فحص أولتراساوند (بالأمواج فوق الصوتية) للخصيتين والمستقيم. هذا الفحص يعتبر اليوم أفضل طريقة لفحص الحويصلات المنوية وقنوات القذف. في حالات يوجد فيها انسداد، بالإمكان تشخيص توّسع في القنوات في المنطقة السابقة لمنطقة الانسداد.
فحص هشاشة الحمض النووي في الخلايا المنوية.
يُنصح باجراء الفحص في حالات فيها انخفاض بالخصوبة على خلفية لا يمكن تفسيرها وتكرر حالات الإجهاض. في فحص الـHALOSPERM يتم صبغ الحيوانات المنوية بشكل خاص يتيح التمييز بين خلايا الحيوانات المنوية التي يحفظ فيها بالحمض النووي للخلايا المنوية والتي تعاني من حمض نووي متقطع. يُفحص في هذا الفحص نحو 500 خلايا منوية ويتم احتساب نسبة الخلايا غير السليمة. يسمى هذا المعطى DNA Fragmentation Index % اتضح أن نسبة القيم غير السليمة في هذه الفحوصات مرتبطة بعدد الحالات السريرية المعرّفة، مثل: دوالي الخصية، التدخين، التهابات في الجهاز التناسلي الذكوري، التعرض للحم والتعرض لعوامل التسمم (عقاقير أدوية معيّنة، العلاج الكيميائي، الاشعاعات).
رجال ذوو احتمال نسبة مرتفعة من الحمض النووي المتضرر في الخلايا النطفية (الحيوانات المنوية)، تحمل احتمالات منخفضة لتحقق الحمل بشكل عفويّ أو عن طريق علاجات الخصوبة عبر الزرع والإخصاب. كما أنه من المحتمل أن تكون هناك علاقة بين هشاشة عالية بالحمض النووي DNA وبين اجهاض أو خسارة الحمل، حتى في حالات الإخصاب في المختبر. من ناحية أخرى، تبيّن أن قدرة الاختبارات والفحوصات على التنبؤ بذلك، تنخفض لدى الأزواج الذين يُعالَجون بالإخصاب في المختبر بالأخص عندما يتم العلاج بالتغيير المجهري.
التشخيص المورفولوجي (التشكّلي) لخلايا الحيوانات المنوية (تحليل المني MSOME - تقنية برطوف)
بهذه التقنية نقوم بمسح عيّنة النطاف بالمجهر الضوئي عبر تكبير صورتها بنحو 6000 ضعف ونقوم بفرز وتصنيف خلايا الحيوانات المنوية المعدودة تتمتع بجودة عالية للتركيبة البنيوية للنواة. الحالات التي يُنصح فيها باجراء التصنيف والفرز الشكليّ المورفولوجي هي: لدى أزواج فشلوا بإجراء الإخصاب في المختبر على خلفية غير معلومة ولا يمكن تفسيرها، لدى الرجال الذين يعانون من جودة حركة منخفضة جدًا، ورجال أختيرت خلايا حيوانات منوية معدودة من نسيخ الخصية، في حالات تكرر الإجهاض في الثلث الأول من الحمل، وحالات فيها احتمالات عالية للضرر في رأس الحيوان المنوي. من شأن استخدام هذه التقنية أن يضاعف احتمالات الحمل، ويزيد من احتمال نسبة انغراس الأجنّة، ويقلّص من نسبة احتمال الاجهاض في الثلث الأول من الحمل، ويضاعف احتمالات وفرص ولادة مولود حي. يجري تشخيص مورفولوجي (تشكلّي) لخلايا النطاف (الحقن المجهري بواسطة الحيوانات المنوية المختارة مورفولوجيا) فعليًا، في يوم شفط البويضات من المرأة ويتم اختيار الحيوانات المنوية ذات أعلى جودة، ويتم حقنها في البويضات بالمختبر.
علاجات غير جراحية
الامتناع عن تناول المواد المضّرة أو من اجراء نشاطات وفعاليات مضّرة.
هذا الامتناع يشمل الامتناع عن التعرّض للمواد الكيميائية، الاشعاعات، أو الحم. تشمل هذه النشاطات الوقائية وقف تدخين السجائر والماريخوانا، ووقف احتساء الكحول بكميات كبيرة. كما أنه يجب الامتناع أيضًا عن تعريض الخصية للحرارة والحم نتيجة نشاط معيّن مرتبط بأسلوب الحياة. على سبيل المثال: جاكوزي، ساونا والركوب على الدراجات الهوائية تعتبر من النشاطات المتعارف عليها كالتي تزيد من درجة حرارة الخصيتين، والتي قد تؤثر على جودة وأداء النطاف (الحيوانات المنوية).
العلاج بالمضادات الحيوية
عادة ما يُعطى العلاج بالمضادات الحيوية جراء تشخيص التهاب الخصية، البروستاتة، أو الغدة البصلية الإحليلية. تستمر معظم العلاجات لأسبوعين وغالبًا ما تشمل دمج بين العقاقير المضادة للمسببات (على سبيل المثال الدوكسيلين والتريبيد). يفضل إجراء فحص مستنبت الحيوانات المنوية قبل العلاج وبعد أيام قليلة منه.
العلاج الهورموني
يعتبر العلاج الهورموني بموجهة الغدد التناسلية مقبولًا في حالات يكون فيها عيب أو خلل جزئي أو نقص كامل بالإفرازات الهورمونية من الغدة النخامية والتي يتم إفرازها بواسطة مستويات منخفضة من الهورمون المنشط للحوصلة FSH والهورمون المنشط للجسم الأصفر. نحو ثلاثة أشهر بعد بدء العلاج بالإمكان تشخيص تحسن بجودة النطاف (الحيوانات المنوية).
الإمناء داخل الرحم
الهدف من هذا الاجراء هو زيادة عدد الخلايا المنوية الحيوية بدلًا من الإخصاب. يتم الاجراء عبر حقن خلايا حيوانات منوية متحركةة، مباشرة في تجويف الرحم في موعد الإباضة. التعليمات المؤشرة لتنفيذ تحسين للمِنى والإخصاب داخل الرحم في حالات العقم الذكوري هي: إنخفاض طفيف حتى متوسط بجودة الحيوانات المنوية، استخدام حيوانات منوية متبرع بها، فشل الأداء الجنسي ووجود مضادات للحيوانات المنوية.
الإخصاب في المختبر (IVF)
عندما يحدد تعداد منخفض للحيوانات المنوية من المتبع اجراء حقن للحيوانات المنوية مباشرة لسائل البويضة، التغيير المجهري (ICSI).
علاجات جراحية
جراحة لتصحيح دوالي الخصية
نسبة شيوعها: 15% من الجمهور عمومًا، 35% لدى الرجال الذين يعانون من اضطرابات الخصوبة الأوليّ، و80% من حالة اضطراب الخصوبة الثانوي. قد يسبب توّسع الأوردة حول الأسهرين (قنوات الخصيتين) بإبطاء تدفق الدم، ما قد يسبب ارتفاع درجة الحرارة ويضر بعملية إعادة تدوير المواد السامة ومنتجات نفايات التي يتدف تحويلها من الخصية والتي تسبب مجتمعة لإضرار بجودة النطاف.
تشخيص دوالي الخصية هو تشخيص سريري يعتمد عادة على فحص جسدي فقط، بينما يكون الرجل في وضعية وقوف. لا حاجة بفحوصات تصوير كتصوير أولتراساوند (بالامواج فوق الصوتية) للتشخيص.
قد يحسّن التحليل بهدف تصحيح وعلاج دوالي الخصيتين مشكلة الخصوبة وينصح به بالحالات التالية:
* عندما يكون بالإمكان تشخيص دوالي الخصيتين بالتحسس (اللمس).
* عندما يوجد احتمال للعقم على خلفية ذكورية.
* عندما لا يوجد احتمال للعقم لدى الزوجة.
* عندما يوجد معيار مرضي (باثولوجي) واحد على الأقل يمكن تحديده في فحص النطاف.
شفط الحيوانات المنوية (النطاف) من الخصية أو غدة الخصية الافرازية.
في حال انعدام الخلايا المنوية (انعدام النطاف) في الدفق، نتيجة لانسداد ميكانيكي أو تشوّه تشريحي أو اضطراب بعملية إنتاج خلايا الحيوانات المنوية بالإمكان شفط الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين أو من غدة الخصية الافرازية.