إبن أو بنت؟
التغذية المشبعة بالكالسيوم مقارنة مع تغذية مشبعة بالكاربوهيدرات، شطف المهبل بالخل، ارتداء ملابس داخلية معيّنة للرجل، وضعيات محددة ومعيّنة أو حتى الاستلقاء والتمدد على قبور الصديقين أو القديسين - إذا كانت هذه الطرق التقليدية أو ما يسمى بوصفات الجدة تبدو مألوفة لكم، يبدو أنه في عائلتكم أيضًا يولد إما بنين أو بنات فقط، وأنتم تصلّون وتتضرعون لمولود من الجنس الآخر.
لربما بعضكم معنيّ بابن ذكر يواصل حمل اسم العائلة ويواصل السلالة، ولربما غيركم يرغب بابنة كي يقتنوا لها كل الفساتين اللطيقة والجميلة من الحوانيت كي تلبسها الأميرة الصغيرة.
إحصائيًا، فإن احتمالات أن يولد ابن ذكر هي 51% مقارنة بـ49% لابنة أنثى. ولكن هناك عدة طرق تزعم أنه بإمكانها تحسين فرص تحديد جنس المولود ومساعدة الأزواج على الحمل والولادة وجلب طفل من الجنس المطلوب من قبلهم.الطريقة الوحيدة اليوم التي يمكن فيها تحديد جنس المولود بنسبة 100% هي التشخيص الوراثي قبل الانغراس بإجراء الإخصاب في المختبر.أحد الخبراء الرائدين في العالم هو د. ايلي جيفاع، أخصائي وخبير الخصوبة والإخصاب في المختبر، والرائد بمجال تجميد البويضات لصيانة الخصوبة.
د. جيفاع، لماذا توجد حاجة بالتخطيط المسبق لجنس الطفل أصلًا؟
“بالنسبة للكثير من الناس فإن اختيار جنس الوليد هو موضوع مهم عند انشاء عائلة. فيما لو كان الحديث يدور عن ظروف صحيّة وراثية، بما معناه، منع ولادة كفل يعاني من مرض وراثي مرتبط بكروموزومات الجنس، أو كان الحديث عن ظروف شخصية كأزواج معدومي الأبناء من جنس معين والراغبين بإنجاب طفل من الجنس الآخر، أو أزواج في مرحلة جديدة من حياتهم لديهم أطفال من أحد الجنسين وراغبين بإنجاب طفل مشترك من الجنس الآخر.
نقطة أخرى “تلقى استحسان” قراء “غلوبس” هي الجانب الاقتصادي.يحسب الأزواج اليوم كم من الأطفال بمستطاعهم إعالة / تمويل / تربية وتعليم / إطعام.المغزى هو أنه لكل طفل إضافي من الجنس “غير المرغوب”، وفيما بعد المحاولة من جديد دون أي ضمان هناك معاني وتداعيات اقتصادية واسعة النطاق:أجر، شقة، سيارة، تربية وتعليم، ملابس…
“لذلك، المزيد والمزيد من الأزواج يتوجهون اليوم إلى عياتنا بهدف إجراء تشخيص وراثي سابق للانغراس مباشرة بعد اتخاذ القرار إزاء اختيار جنس الجنين”.
وماذا بخصوص الأساليب التلقليدية “وصفات جدتي”، ما مدى نجاعتها؟
عادة ما يواجه معظم الأزواج الراغبين بابن أو ابنة بشكل خاص، منشورات تفسر أن العلاقات في فترات مختلفة من الإباضة أو في وضعية معيّنة تؤثر على جنس الوليد. على سبيل المثال، يتوجب على أزواج راغبين بالحصول على ابن ذكر، ممارسة الجنس خلال فترة الإباضة بالضبط لأن خلايا الحيوانات المنوية الذكرية أسرع، لكنها لا تصمد طويلًا. علاوة على ذلك، نسمع عن العديد من طرق الحمية والحلول السحرية “ولكنه واضح للجميع أن كل هذه الأساليب لا تؤثر بحق على جنس الوليد. حتى طريقة كفصل وتفريق الحيوانات المنوية هي طريقة محط جدل من ناحية علمية وفرص نجاحها ضئيلة”.
حسب أقواله، ففي العديد من الحالات، استخدام الطرق التقليدية “طرق جدتي” تؤدي الى تراجيديا شخصية. “شعور بالفل مرفق بحمل جنين من جنس غير مرغوب، ورغم ممارسة هذه الأساليب، يقود في العديد من الأحيان بالأزواج الى اتخاذ قرار بوقف الحمل بمبادرتهم وبالتالي تعريض المرأة لتجربة عاطفية تهز كيانها واجراء طبي مرفق بتعقيدات معتبرة محتملة”.
كيف يتم هذا الاجراء؟
“الاختيار متاح باستخدام تكنولوجيا الإخصاب في المختبر. يهدف العلاج الى إخصاب بويضة المعالَجة بخلايا حيوانات منوية في المختبر، فحص الأجنة الجيني وفيما بعد إرجاع الأجنّة المرغوبة الى فضاء الرحم”.
“يشمل العلاج المراحل التالية: علاج هورموني بهدف تجنيد عدد من البويضات من خلال مراقبة مستوى هورموني استروجن وبروغسترون في الدم وفحص أولتراساوند (بالموجات فوق الصوتية) لتقييم عدد وحجم الجُريبات في المبيض. لاحقًا، يتم شفط البويضات وإخصاب البويضات بخيايا حيوانات منوية. في اليوم الثالث لتطوّر الجنين بالمختبر، المرحلة التي يتكوّن فيها الجنين من ثماني خلايا، نأخذ من الجنين خلية واحدة. سيتم استخدام الخلية المستخرجة بهدف التشخيص الوراثي الجيني ويتم ارجاع الجنين بعد العملية للحاضنة بهدف استمرار التطور والنمو حتى اليوم الخامس. المرحلة النهائية هي تحديد جنس الجنين عبر معاينة تسلسل الحمض النووي الخاص به”.
د. جيفاع هو خريّج كلية الطب على اسم ساكلر في جامعة تل أبيب.وقد اختص بطب النساء في المركز الطبي تل أبيب، وفيما بعد أكمل تخصصًا فرعيًا بمبحث الغدد الصماء والخصوبة في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، بالولايات المتحدة الأمريكية.وقد أشغل منصب طبيب رفيع المستوى في وحدة الإخصاب في المختبر بالمركز الطبي تل أبيب، وفيما بعد كطبيب رفيع المستوى في جناح النساء والوالدات بالمركز الطبي فولفسون، حولون.إضافة الى كل ذلك، فهو يعنى بنشاط سريري وأكاديمي واسع النطاف في البلاد والخارج، وقد نشر عدة مقالات أصلية، مراجعات وفصول في كتب إسرائيل والعالم، وحصل على عدد كبير من الجوائز من الجمعية الأمريكية لمبحث علم النساء، الجمعية الأمريكية للخصوبة، الجمعية الإسرائيلية للقابلات والمولدات، الصندوق القومي للعلوم، وغيرها.اليوم د. جيفاع يشغل منصب طبيب رفيع المستوى في صندوق المرضى كلاليت وفي وحدة الإخصاب في المختبر بالمركز الطبي هرتسليا. كما أنه طبيب رفيع المستوى في وحدة التخصيب في المختبر بعيادة “الأم والطفل” - كييف، أوكرانيا، المختصة بعلاجات واجراءات اختيار جنس الجنين، التبرع بالبويضات وتأجير الرحم.
“الغاية الأساسية من تقنية التشخيص الوراثي السابق للانغراس هي منع ولادة مولود حامل لمرض وراثي ولا زالت تستخدم لهذا الهدف”، كما يقول. ويضيف أن هذه الطريقة مخصصة بالأساس لأزواج حاملين لأمراض جينية تم تشخيصهم بواسطة فحص مسح جيني وراثي أو بعد ولادة مولود مريض في العائلة. جدير بالذكر أن اختيار جنس الجنين لا يضمن أن ينجح الحمل بالفعل، ولكن إذا ما نجح، سيكون الجنين من الجنس المرغوب”.
إذًا، كيف يمكن زيادة احتمالات استيعاب وحصول الحمل؟
عمومًا، احتمالات نجاح أزواج أصحاء دون تاريخ طبي من العقم والعلاجات السابقة، كبيرة جدًا. رغم ذلك، ينص وبشدة الوصول بهدف الحصول على استشارة وعلاج بسن صغير قدر الامكان حينما يكون الاحتياط المبيضي وجودة البويضات عاليًا. كما أننا نوصي بالامتناع عن كل أي أذى محتمل لفضاء الرحم (كوقف الحمل عن قصد). إضافة الى ذلك، يجب أن نذكر أنه بالإمكان إرجاع أجنة من الجنس المرغوب الى الرحم، والذين تم فحصهم بموازاة اضطرابات كروموزومية شائعة (كمتلازمة داون على سبيل المثال) وبذلك تقليص احتمالات الاجهاض بشكل معتبر. عادة ما يكون الأجنّة الذين نرجعهم الى الرحم بعمر خمسة أيام ولذلك هناك احتمالات كبيرة أكثر أهمية لتحقيق الحمل. في الختام، بالإمكان تحسين احتمالات الحمل عن طريق إرجاع أكثر من جنين واحد”.
كيف يتعامل القانون الإسرائيلي مع تحديد جنس الوليد وما رأيك بذلك؟تحديد جنس الوليد لهدف غير طبي محظور في إسرائيل، ما عدا في حالات نادرة جدًا ووسط ظروف وقيود مشددة جدًا.بشكل عام، أؤمن بأنه بحق الأساس بالحرية لكل انسان، وحقه أن يختار الأفضل له يشمل أيضًا اختيار جنس الوليد عندما تتيح الأدوات الطبية التكنولوجية ذلك”.